السبت، 27 يونيو 2015

مواهب الخطيب دور القران في تطوير علم الاجتماع

مواهب الخطيب

دور القران في تطوير علم الاجتماع
منذوا بدا الوعي البشري وهو يبحث في مسائل علم الاجتماع لانها من المسائل الحياتية بالنسبة للبشرية فتوالت النظريات التي تفصل جانب العلاقات الانسانية واخرى تناقش الظواهر الاجتماعية وانصب اهتمامهم على وضع الظوابط التي تنظم تلك العلاقات وتقنن تلك الظواهر .والسؤال المطروح هنا هو هل استطاعت البشرية الاتيان بنظريات ثابته تليق بان تكون مصدرا قانونيا يمكن له تنظم كل العلاقات ومعالجة كل الظواهر المجتمعية؟من خلال تتبعنا للنظريات المطروحة في المجال لمسنا فيها بعد النسبية لانها معتمتدة على الاستقراء.فرجعنا الى السماء فماوجدنا من فطور ثم رجعنا البصر فوجدنا ان ربنا تبارك وتعالى الذي خلق اول ما خلق
مجتمع صغير وهو اسرة ادم ورعى شؤنه بان اسكنه مسكننا وسلط الضوء على علاقته بزوجه وجعل لها حق التكفل وله حق الطاعة وتحدث رب العزة في قرانه الذي ارسله ختما لرسالاته التي كان الهدف منها تنظيم علاقات المجتمع البشري.تحدث القران عن نظرية تكوين المجتمع وعن تطور المجتمعات واعطى قوانين وظوابط لتنظيم العلاقات بين افراد الاسرة وبين المجتمع بل وحتى الدول والاقران والجيران والمشتركين في الدين والمخالفين وجعلهم اخوة وامرهم بالتراحم واعطى جزاء للملتزمين وعقوبات لمن لايلتزم بالقوانين وجعل القيم الاخروية جزاء للقيم الدنوية.مدعانى في الاطروحى التي نريد تقصي اثارها  وبيان شواهدها من القران الكريم.هي ان نزول القران الكريم ساهم كثيرا في تنظيم المجتمع وبما اننا معتقدين انه ارسل للعالمين
كافة فان نظرياته شمولية لكل زمان ومكان وفرد .نريد  استقراء نظريات القران في العلاقات البشرية والظواهر المجتمعية والقوانين التي وضعها الله لتنظيم تلك العلاقات وماهو الفرق بين نظريات السماء للمجتمع وبين النظريات البشرية قطعا الكمال لله وحده فكيف يصدر قانون كامل من انسان لم يكتمل .وعليه نريد تتبع النظريات القرانية التي ساهمت في تطوير علم الاجتماع لحد الان او التي ندعوا البشرية لاخذها بنظر الاعتبار لتطوير علم الاجتماع .بدا من الحقوق والواجبات والعقوبات والتشريعات والمستحبات والتوصياتالتي تعنى بالنفس البشرية التي لايحسن ترويضها الامن الهمها فجورها وتقواها .ثم كيف يمكن اداتهاوالتحكم بها لتصير اهله للتواصل مع اقرانها وتكون شعوبا وقبائل حثها الله للتعارف
فيما بينها ليشهدوا منافع لهم في ممارسات عبادتهم جماعات وتراحمهم بالزكاة واقامتهم سويا للصلاة وفرض على حيهم دفن ميتهم ورحم صغيرهم من قبل كبيرهم.نريد ان نعرف كيف يمكن للقران ارفاد علم النفس الاجتماعي بقواعد للنفس البشرية التيارقت العلماء  فهم عاجزون عن حل لغز الروح وماهي الامر التي يمكن استخدامها لترويض تلك النفوس .فمجران ياتي القران ببعض المفاتيح لفهم النفس وقونينها يكون قد طور علم الاجتماع فضلا عن اتيانه بقواعد لتنظيم حيات الاجتماع المشتركه فيما بينهم رغم ان كل واحد منهم ينطوي فيه العالم الاكبر.نسال الله التوفيق في فهم القران ونحيا به حياة طيبة بالالتزام بماجاء به من قوانيين تطور علم الاجتماع الذي خلقنا فيه وسنحاسب عما نثمر ونخلف فيه.
ي

دور القران في تطوير علم الاجتماع ,الجزء الثاني

نحن نسلم بأصالة العقيدة الإسلامية بنظرتها الشمولية والتي ترتفع عن المصالح الفئوية وتخاطب الإنسان من حيث هو إنسان من غير تمييز عنصري و طبقي أو قومي، ونسلم بأن هذه العقيدة باعتبارها ذات أصل إلهي هي وحدها القادرة على تطوير النظريات  والإيديولوجيات الوضعية ,س أن القضية الأساسية في تحقيق قدر أكبر من الموضوعية في العلوم الإنسانية والاجتماعية لا يكمن في تجريدها من طابعها العقائدي الذي يعتبر بالفعل حتمية من حتميتها وإنما يكمن في تعيين المذهبية الصحيحة التي تجاوز كل المذاهب البشرية. وحينما تكون أحكامنا وقيمنا ومواقفنا التي نتخذها تجاه القضايا الاجتماعية المطروحة مؤسسة على هذه المذهبية فلا مجال للحديث عن وجود تعارض بين الالتزام الإيديولوجي والالتزام العلمي، إذ أن علم الاجتماع الإسلامي الذي ينطلق من هذه العقائدية ليس من مهامه التحيز لفئة اجتماعية دون أخرى وليس علماً طبقياً يعمق الحقد الطبقي والفوارق الاجتماعية ويعمل على سيادة طبقة على أخرى، وهي كل المواصفات لتي عملت النظريات الوضعية على تعميقها وتأكيدها.
إن دعوة علم الاجتماع إلى التحرر من الايديولوجيات الضيقة هي دعوة مستمدة من الإسلام ذاته، فالاسلام لا يرضى لنفسه ولا لأتباعه أي عنوان عنصري أو طبقي صنفي أو محلي، فالمعنقون للاسلام لا يتميزون عن غيرهم بعنوان معين كالعرب أو الساميين أو الشرقيين أو الغربيين. ولا شيء من هذه العناوين يعتبرها ملاكاً للجماعة الواقعية لأتباعه. إن دعوة علم الاجتماع الاسلامي إلى تجاوز الخلافات الايديولوجية دعوة أصيلة تتأسس على أصول الاسلام نفسه، فقد دعا القران إلى تجاوز التكتلات والتحيزات والاختلافات كما تبين هذه الآيات: (قل يا هل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران/ 64، (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات/ 13.
ويتوعد القرآن بشدة أولئك الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً وأحزاباً (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) الأنعام/ 159.
ويحذر القرآن من عواقب التكتلات والتحيزات وما يستتبع ذلك من تفكك اجتماعي وفقدان المنعة: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) الأنفال/ 46.
ويؤكد القرآن أن التكتلات والتحيزات وصراع المصالح أمر عرضي طارئ وليس أصيلاً في تكوين المجتمعات (ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد) البقرة/ 176، (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءهم العلم بغياً بينهم) آل عمران/ 19، (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات) آل عمران/ 105.
ويؤكد الوحي على وحدة الانسان والمجتمع من خلال تأكيده على وحدة المعتقد التي تضم تحت لوائها كل الأصناف البشرية من غير تمييز. كما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة (رض) عن النبي (ص) أنه قال: (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد). وهي وحدة الهدف التي أكدها القرآن الكريم: (شرع لكم الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الشورى/ 13، (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) الروم/ 30، (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) البقرة/ 136.
ومن جهة أخرى، فقد تميز الحوار الايديولوجي بين المدارس والنظريات الاجتماعية المتصارعة بالحدة والتحيز إلى جانب الذات وتأكيد المواقف الشخصية والمصالح الذاتية وتبرير الاحتكار والاستغلال وتعميق الحقد الطبقي والطائفي بين شعوب العالم، وبالمقابل فإن الحوار الايديولوجي الذي يدعو إليه علم الاجتماع الاسلامي هو حوار مؤسس على مذهبيته العقائدية التي تهدف إلى بناء وحدة المجتمع الانساني من خلال التأكيد على وحدة العقيدة والتي تهدف إلى التقليل من الفواصل الموجودة بين الشعوب، فيدعو القرآن إلى الحوار البناء الذي يهدف إلى تحقيق المزيد من التفاهم كما تؤكد ذلك هذه الآيات الكريمة: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) النحل/ 125، (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً) الإسراء/ 53.
فالحوار القرآني حوار ايديولوجي عقائدي ولكنه يرفض تعميق الفواصل الطبقية بقدر ما يرفض الذوبان والانمحاء وسط الايديولوجيات كما يؤكد الجزء الأخير من الآية (إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) فالحوار القرآني حوار ايديولوجي عقائدي ولكنه يرفض تعميق الفواصل الطبقية بقدر ما يرفض الذوبان والانمحاء وسط الايديولوجيات كما يؤكد الجزء الأخير من الآية (إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)، فدعوة الجماعات التي تخالفنا عقائدياً أمر مطلوب ومؤكد ولكن الحفاظ على استقلالية عقائدية القرآن وضرورة تميزها أمر مطلوب وبحدّة.